منتديات شكو ماكو العراقيه

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    قصه الف ليله وليله ... من البدايه الى النهايه

    سفير الغرااام
    سفير الغرااام
    ..............
    ..............


    ذكر
    عدد الرسائل : 5
    نقاط التميز : 4668
    تاريخ التسجيل : 20/08/2011

    قصه الف ليله وليله ... من البدايه الى النهايه  Empty قصه الف ليله وليله ... من البدايه الى النهايه

    مُساهمة من طرف سفير الغرااام السبت 20 أغسطس 2011 - 18:38

    بسم الله الرحمن الرحيم

    قصه الف ليله وليله ... من البدايه الى النهايه ولاكن بأجزاء




    ذات الحوادث العجيبة. والقصص المطربة الغريبة لياليها غرام في غرام وتفاصيل حب وعشق
    وهيام وحكايات ونوادر فكاهية. ولطائف وطرائف أدبية بالصور المدهشة البديعة من أبدع ما
    كان ومناظر أعجوبة من عجائب الزمان.

    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
    (وفي ليلة ١٧٠ ) قالت بلغني أيها الملك السعيد أن الملك سلسان قال أه ً لا وسه ً لا بولدي كان ما كان والله لقد
    ضاقت بي الأرض لأجل غيبتك والحمد لله على سلامتك ثم نظر السلطان إلى هذا الحصان المسمى بالقانون
    فعرف أنه الحصان الذي رآه سنة كذا وكذا في حصار عبد ة الصلبان مع أبيه ضوء المكان حين قتل عمه
    شركان وقال له لو قدر عليه أبوك لاشتراه بألف جواد ولكن الآن عاد العز إلى أهله وقد قبلناه وه نالك وهبناه
    وأنت أحق به من كل إنسان لأنك سيد الفرسان ثم أمر أن يحضر لكان ما كان خلعة سنية وجملة من الخيل
    وأفرد له في القصر أك بر الدور وأقبل عليه العز والسرور وأعطاه مالا جزي ً لا وأكرمه غاية الإكرام لأنه كان
    يخشى عاقبة أمر الوزير دندان ففرح بذلك كان ما كان وذهب عنه الذل والهوان ودخل بيته وأقبل على أمه
    وقال يا أمي ما حال ابنة عمي فقالت والله يا ولدي أنه كان عندي من غيبتك ما شغلني عن محبوبتك فقال يا
    أمي إذهبي إليها وأقبلي عليها لعلها تجود علي بنظرة فقالت له أن المطامع تذل أعناق الرجال فدع عنك هذا
    المقال لئلا يقضي بك إلى الوبال فأنا أذهب إ ليها ولا أدخل بهذا الكلام عليها فلما سمع من أمه ذلك أخبرها بما
    قاله السلال من أن العجوز ذات الدوا هي طرقت البلاد وعزمت على أن تدخل بغداد وقال هي التي قتلت
    عمي وجدي ولابد أن أكشف العار وآخذ الثأر ثم ترك أمه وأقبل على عجوز عاهرة محتالة ماكرة اسمها
    سعدانة وشكا إليها حاله وما يجده من حب قضى فكان وسألها أن تتوجه العجوز إليها وتستعطفها عليه فقالت
    له العجوز سمعًا وطاعة ثم فارقته ومضت إلى قصر قضى فكان وسألها أن تتوجه العجوز إليها وتستعطفها
    عليه فقالت له العجوز سمعًا وطاعة ثم فارقته ومضت إلى قصر قضى فكان واستعطفت قلبها عليه ثم رجعت
    إليه وأعلمته بأن ق ضي فكان تسلم عليه ووعدتها أنها في نصف الليل تجيء إليه . وأدرك شه رزاد الصباح
    فسكتت عن الكلام المباح.
    (وفي ليلة ١٧١ ) قالت بلغني أيها الملك السعيد أن العجوز قالت لكان ما كان بأنها ستجيء إليك في نصف
    الليل ففرح لوعد ابنة عمي قضي فكان فلما جاء نصف الليل اتته بملاءة سوداء من الحرير ودخلت عليه
    ونبهته من نومه وقالت له كيف تدعي أنك تحبني وأنت خلي البال نائم على أحسن حال فانتبه وقال وا لله يا
    منية القلب أني ما نمت إلا طمعا في أن يزورني منك طيف الخيال فعند ذلك عاتبته بعتاب لطيف الكلمات
    وأنشدت هذه الأبيات:

    لو كنت تصدق في المحبة \\ ما جنحت إلى ال منام
    يا مدعي طــرق المحــبــة \\ في الــمــودة والــغــرام
    والله يـــا ابـــن العـــم مــــا \\ رقدت عيون المستهام


    فاستحيا منها كان ما كان وتعانقا وتشاكيا ألم الفراق وعظيم الوجد والاشتياق ولم يزالا كذلك إلى أن بدت غرة
    الصباح وطلع الفجر ولاح فبكى كان ما كان بكاء شديدًا وصعد الزفرات وأنشد هذه الأبيات:

    فيا زائري من بعد فرط صدوده \\ وفي النغر منه الدر في نظم عقده
    فقبلته ألفـا وعــانــقــت قــده\\ وبت وخدي لاصـق تـــحـــت خـــده
    إلـى أن بدا نور الصباح فراعنا \\ كحد حسام لاح من جوف غــمده

    ترقبوا الجزء القادم
    سفير الغرااام
    سفير الغرااام
    ..............
    ..............


    ذكر
    عدد الرسائل : 5
    نقاط التميز : 4668
    تاريخ التسجيل : 20/08/2011

    قصه الف ليله وليله ... من البدايه الى النهايه  Empty رد: قصه الف ليله وليله ... من البدايه الى النهايه

    مُساهمة من طرف سفير الغرااام السبت 20 أغسطس 2011 - 18:39


    فلما فرغ من شعره ودعته قضي فكان ورجعت إلى خدرها وأظهرت بعض الجواري على سرها
    فذهبت جارية منهن إلى الملك سلسان وأعلمته بال خبر فتوجه إلى قضي فكان وجرد عليها الحسام وأراد أن
    يضرب عنقها فدخلت عليه أمها نزهة الزمان وقالت له بالله لا تفعل بها ضررً ا فإنك إن فعلت بها ضرر ً ا
    يشيع الخبر بين الناس وتبقى معي رة عند ملوك الزمان وإ ن كان ما كان صاحب عرض ومروءة ولا يفعل
    أمرًا يعاب عليه فاصبر ولا تعجل فإن أهل القصر وجميع أهل بغداد قد شاع عندهم أن الوزير دندان قاد
    العساكر من جميع البلدان وجاء بهم ليملكوا كان ما كان فقال لها لابد أن أرميه في بلية بحيث لا أرض تقله
    ولا سماء تظله وأني ما طيبت خاطره ولا أنعمت عليه إلا لأجل أهل مملكتي لئلا يميلوا إليه وسوف ترين ما
    يكون ثم تركها وخرج يدبر أمر مملكته هذا ما كان من أمر الملك سلسان (وأما) ما كان من أمر كان ما كانفإنه أقبل على أمه في ثاني يوم وقال لها يا أمي أني عزمت على شن الغارات وقطع الطرقات وسوق الخيل
    والنعم والعبيد والمماليك وإذا كثر مالي وحسن حالي خط بت قضي فكان من عمي سلسان فقالت يا ولدي أن
    أموال الناس غير سائبة لأن دونها ضرب الصفاح وطعن الرماح ورجا ً لا تقتنص الأسود وتصيد الفهود فقال
    لها كان ما كان هيهات أن أرجع عن عزيمتي إلا إذا بلغت منيتي ثم أرسل العجوز إلى قضي فكان ليعلمها
    أنه يريد السير حتى يحصل له ا مهرًا يصلح لها وقال للعجوز لابد أن تأتيني منها بجواب فقال له سمعًا
    وطاعة ثم ذهبت إليها ورجعت لها بالجواب وقالت له أنها في نصف الليل تكون عندك فأقام سهران إلى
    نصف الليل من قلقه فلم يشعر إلا وهي داخلة عليه وتقول له روحي فداك من السهر فنهض لها قائمًا وقال ي ا
    منية القلب روحي فداك من جميع الأسواء ثم اعلمها بما عزم عليه فبكت فقال لها لا تبكي يا بنت العم فأنا
    أسأل الذي حكم علينا بالفراق أن يمن علينا بالتلاق والوفاق ثم أن كان ما كان أخذ في السفر ودخل على أمه
    وودعها ونزل من القصر وتقلد بسيفه وتعمم وتلثم وركب جواده القانوني ومشى في شوارع المدينة وهو
    كالبدر حتى وصل إلى باب بغداد وإذا برفيقه صباح ابن رباح خارج من المدينة فلما رآه جرى في ركابه
    وحياه فرد عليه السلام فقال صباح يا أخي كيف صار لك هذا الجواد وهذا المال وأنا الآن لا أملك غير سيفي
    فقال له كان ما كان ما يرجع ا لصياد بصيد إلا على قدر نيته وبعد فراقك بساعة حصلت لي السعادة وهل لك
    أن تأتي معي وتخلص النية في صحبتي ونسافر في تلك البرية فقال ورب الكعبة ما بقيت أدعوك إلا مولاي
    ثم جرى قدام الجواد وسيفه على عاتقه وجرابه بين كتفيه ولم يزالا سائرين في البر أربعة أيام وهما ي أكلان
    من صيد الغزلان ويشربان من ماء العيو ن وفي اليوم الخامس أشرفا على تل عال تحته مراتع فيها أبل وغنم
    وبقر وخيل قد ملأت الروابي والبطاح وأولادها الصغار تلعب حول المراح فلما رأى ذلك كان ما كان زادت
    به الأفراح وامتلأ صدره بالأنشراح وعول على القتال وأخذ النياق والجمال فقال لصباح انزل بنا على هذا
    المال الذي عن أهله وحيد ونقاتل دونه القريب والبعيد حتى يكون لنا في أخذه نصيب فقال صباح يا مولاي
    أن أصحابه خلق كثير وجم غفير وفيهم أبطال من فرسان ورجال وأن رمينا أرواحنا في هذا الخطيب الجسيم
    فأننا نكون من هوله على خطر ع ظيم فضحك كان ما كان وعلم أنه جبان فتركه وانحدر من الرابية عازمًا
    على شن الغارات وترنم بإنشاد هذه الأبيات:

    وآل نعمان هم ذوو الهمم // والسادة الضاربون في القمم
    قوم إذا ما الهياج قام لهم// قاموا بأسواقه على قدم
    تنام عين الفقير بينهم// ولا يرى قبح صور العدم
    وأنني أرتجي معاونة // من مالك الملك باريء النسم

    ثم حمل على ذلك المال مثل الجمل الهائج وساق جميع الإبل والبقر والغنم والخيل قدامه فتبادرت إليه
    العبيد بالسيوف الثقال والرماح الطوال وفي أولهم فارس تركي إلا أنه شديد الحرب والكفاح عارف بأعمال
    سمر القنا وبيض الصفاح فحمل على كان ما كان وقال له ويلك لو علمت لمن هذا المال ما فعلت هذه الفعال
    أعلم أن هذه الأموال للعصابة الرومية وا لفرقة الجركسية الذين ما فيهم إلا كل بطل عابس وهم مائة فارس قد
    خرجوا عن طاعة كل سلطان وقد سرق منهم حصان وحلفوا بأن لا يرجعوا من هنا إلا به فلما سمع كان ما
    كان هذا الكلام صاح قائًلا هذا هو الحصان الذي تعنون وأنتم له طالبون وفي قتالي بسببه راغبون فبارزوني
    كلكم اجمعون وشأنكم وما تريدون ثم صرخ بين أذني القانون فخرج عليهم مثل الغول وعطف على الفارس
    وطعنه فأخرج كلام ومال على ثان وثالث ورابع فأعدمهم الحياة فعند ذلك هابته العبيد فقال لهم يا بني
    الزواني سوقوا المال والخيول وإلا خضبت من دمائكم سناني فساقوا المال وأخذوا في الانطلاق وأنحدر إليه
    صباح وأعلن بالصياح وزادت به الأفراح وإذا بغبار قد علا وطار حتى سد الأقطار وبان من تحته مائة
    فارس مثل الليوث العوابس فلم ا رآهم صباح فر إلى الرابية وترك البطاح وصار يتفرج على الكفاح وقال ما
    أنا فارس إلا في اللعب والمزاح ثم أن المائة فارس داروا حول كان ما كان وأحاطوا به من كل مكان فتقدم
    إليه فارس منهم وقال أين تذهب بهذا المال فقال له كان ما كان دونك والقتال واعلم أن من دونه أ سدًا أروع
    وبطل صميدع وسيفًا أينما مال قطع فلما سمع الفارس ذلك الكلام التفت إليه فرآه فارسًا كالأسد الضرغام إلا
    أن وجهه كبدر التمام وكان ذلك الفارس رئيس المائة فارس وأسمه كهرداش فلما رأى كان ما كان مع كمال
    فروسيته بديع المحاسن يشبه حسنه حسن معروقة له يقال ل ها فاتن وكانت من أحسن النساء وجهًا قد أعطاها
    الله من الحسن والجمال وكرم الخصال ما يعجز عن وصفه اللسان ويشغل قلب كل إنسان وكانت فرسان القوم
    تخشى سطوتها وأبطال ذلك القطر تخاف هيبتها وحلفت أنها لا تتزوج إلا من يقهرها وكان كهرداش من
    جملة خطابها فقالت لابيها ما يقربني إلا من يقهرني في الميدان وموقف الحرب والطعان فلما بلغ كهرداش
    هذا القول أختشي أن يقاتل جارية وخاف من العار فقال بعض خواصه أنت كامل الخصال في الحسن
    والجمال فلو قاتلتها وكانت أقوى منك فإنك تغلبها لأنها إذا رأت حسنك وجمالك تنهزم قبالك حتى تملكها لأن
    النساء لهن غرض في الرجال ولا يخفى عنك هذا الحال فأبي كهرداش وامتنع من قتالها واستمر على امتناعه
    من القتال إلى أن جرت له مع كان ما كان هذه الأفعال فظن أنه ا محبوبته فاتن وقد عشقته لما سمعت بحسنه
    وشجاعته فتقدم
    إلى كان ما كان وقال ويلك يا فاتن قد أتيت لتريني شجا عتك فأنزلي عن جوادك حتى أتحدث
    سفير الغرااام
    سفير الغرااام
    ..............
    ..............


    ذكر
    عدد الرسائل : 5
    نقاط التميز : 4668
    تاريخ التسجيل : 20/08/2011

    قصه الف ليله وليله ... من البدايه الى النهايه  Empty رد: قصه الف ليله وليله ... من البدايه الى النهايه

    مُساهمة من طرف سفير الغرااام السبت 20 أغسطس 2011 - 18:39

    معك فإني قد سقت هذه الأموال وقطعت الطريق على الفرسان والأبطال وكل هذا لحسنك وجمالك الذي ماله
    مثل وتزوجيني حتى تخدمك بنات الملوك وتصيري ملكة هذه الأقطار فلما سمع كان ما كان هذا الكلام
    صارت نار غيظه في اضطرام وقال ويلك يا كلب الإ عجام دع فاتنا وما بها ترتاب وتقدم إلى الطعن
    والضراب فعن قليل تبقى على التراب ثم صال وجال وطلب الحرب والنزال فلما نظر كهرداش إ ليه علم أنه
    فارس همام وبطل مصدام وتبين خطأ ظنه حيث لاح له عذار أخضر فوق خده كآس نبت خلال ورد أحمر
    وقال للذين معه ويلكم ليحمل واحد منكم عليه ويظهر له السيف البتار والرمح الخطار واعلموا أن قتال
    الجماعة للواحد عار ولو كان في سنان رمحه بشعلة نار فعند ذلك حمل عليه فارس تحته جواد أدهم بتحجيل
    وغرة كالدرهم يحير العقل والناظر كما قال فيه الشاعر:
    [SIZE="5"]قد جاءك المهر الذي نزل الوغى// جذلان يخلـط أرضــه بسمــائــه
    وكأنمـا لــطــم الــصبــاح جبينــه // واقتص منه فخاض في أحشائه

    ثم إن ذلك الفارس حمل عليه كان ما كان وتجاولا في الحرب برهة من الزمان وت ضاربا ضربًا تحير
    الأفكار ويغشى الأبصار فسبقه كان ما كان بضربة بطل شجاع قطعت منه العمامة والمغفر فمال عن الجواد
    كأنه البعير إذا انحدر وحمل عليه الثاني والثالث والرابع والخامس ففعل بهم كالأول ثم حمل عليه الباقون وقد
    اشتد بهم القلق وزادت الحرق فما كان إلا ساعة حتى التقطهم بسنان رمحه فنظر كهرداش إلى هذا الحال
    فخاف من الارتحال وعرف من نفسه أن عنده ثبات الجنان وأعتقد أنه أوحد ا لأبطال و الفرسان فقال لكان ما
    كان قد وهبت لك دمك ودم أصحابي فخذ من المال ما شئت واذهب إلى حال سبيلك فقد رحمتك لحسن هبابك
    والحياة أولى بك فقال له كان ما كان لا عدمت مروءة الكرام ولكن أترك عنك هذا الكلام وفز بنفسك ولا
    تخش الملام ولا تطمع نفسك في رد الغنيمة واسلك لنجا ة نفسك طريقة مستقيمة فعند ذلك اشتد بكهردا ش
    الغضب وحصل عنده ما يوجب العطب فقال لكان ما كان ويلك لو عرفت من أنا ما نطقت بهذا الكلام في
    حومة الزحام فأسأل عني فأنا الأسد البطاش المعروف بكهرداش الذي نهب الملوك الكبار وقطع الطريق على
    جميع السفار وأخذ أموال التجا ر وهذا الحصان الذي تحتك طلبتي وأريد أن تعرفني كيف وصلت إليه حتى
    استوليت عليه فقال اعلم أن هذا الجواد كان سائر إلى عمي الملك سلسان تحت عجوز كبيرة ولنا عند هاتار
    من جهة جدي الملك عمر النعمان وعمي الملك شركان فقال كهرداش ويلك ومن أبوك لا أم لك فقال اعلم أني
    كان ما كان بن الملك ضوء المكان بن عمر النعمان فلما سمع كهرداش هذا الخطاب قال لا يستنكر عليك
    الكمال والجمع بين الفروسية والجمال ثم قال له توجه بأمان فإن أباك كان صاحب فضل وإحسان فقال له كان
    ما كان أنا والله ما أوقرك يا مهان فاغتاظ البدوي ثم حمل كل منهما على صاحبه فشدت لهما الخيل آذانها
    ورفعت أذنا بها ولم يزالا يصطدمان حتى ظن كل منهما أن السماء قد انشقت ثم بعد ذلك تقاتلا ككباش
    النطاح واختلفت بينهما طعنات الرماح فحاوله كهرداش بطعنة فزاغ عنها كان ما كان ثم كر عليه وطعنه في
    صدر فاطلع السنان يلمع من ظهره وجمع الخ يل والأسلاب وصاح في العبيد دونكم والسوق الشديد فنزل عند
    ذلك صباح وجاء إلى كان ما كان وقال له أحسنت يا فارس الزمان أني دعوت لك وقد استجاب ربي دعائي
    ثم أن صباح قطع رأس كهرداش فضحك كان ما كان وقال له ويلك يا صباح أني كنت أظن أنك فارس
    الحرب والكفاح فقال لا تنس عبدك من هذه الغنيمة لعلي أصل بسببها إلى زواج بنت عمي نجمة فقال له لا
    بد لك فيها من نصيب ولكن كن محافظًا على الغنيمة والعبيد ثم أن كان ما كان سار متوجهًا إلى الديار ولم
    يزل سائر ًا بالليل والنهار حتى أشرف على مدينة بغداد وعلمت به جميع الأجناد ورأ وا ما معه م ن الغنيمة
    والأموال ورأس كهرداش على رمح صباح وعرف التجار رأس كهرداش ففرحوا وقالوا لقد أراح الله الخلق
    منه لأنه كان قاطع الطريق وتعجبوا من قتله ودعوا القاتله وأتت أهل بغداد إلى كان ما كان بما جري من
    الأخبار فهابته جميع الرجال وخافته الفرسان والأبطال وساق ما معه إلى أن أوصله تحت القصر وركز
    الرمح الذي عليه رأس كهرداش إلى باب القصر ووهب للناس وأعطاهم الخيل والجمال فأحبه أهل بغداد
    ومالت إليه القلوب ثم أقبل على صباح وأنزله في بعض الأماكن الفساح ثم دخل على أمه وأخبرها بما جرى
    له في سفره وقد وصل إلى الملك خبره فقام من مجلسه واختلى بخواصه وقال لهم اعلموا أني أريد أن أبوح
    لكم بسري وأبدي لكم مكنون أمري اعلموا أن كان ما كان هو الذي يكون سببًا لانقلاعنا من هذه الأوطان
    لأنه قتل كهرداش مع أن له قبائ ل من الأكراد والأتراك وأمر نا معه آيل إلى الهلاك وأكثر خوفنا من أقاربه
    وقد عل متم بما فعل الوزير دندان فإنه جحد معروفي بعد الإحسان وخانني في الإيمان وبلغني أنه جمع عساكر
    البلدان وقصد أن يسلطن كان ما كان لأن السلطنة كانت لأبيه وجده ولاشك أنه قاتلي لا محالة فلما سمع
    خواص مملكته منه هذا الكلام قالوا له أيها الملك أنه أقل من ذلك ولولا أ ننا علمنا بأنه تربيتك لم يقبل عليه
    منا أحد واعلم أننا بين يديك أن شئت قتله قتلناه وأن شئت أبعدنا ه أبعدناه فلما سمع كلامهم قال إن قتله هو
    الصواب ولكن لاب د من أخذ الميثاق فتحالفوا على أنهم لابد أن يقتلوا كان ما كان فإذا أتى الوزير دندان وسمع
    بقتله تضعف قوته عما هو عازم عليه فلما أعطوه العهد والميثاق على ذلك أكرمهم غاية الإكرام ثم دخل بيته
    وقد تفرق عنه الرؤساء وأمتنعت العساكر من الركوب والنزول حتى يبصروا ما يكون لأنهم رؤوا غالب
    العسكر مع الوزير دندان ثم أن الخبر وصل إلى قضي فكان فحصل عندها غم زائد وأرسلت إلى ا لعجوز
    التي عادتها أن تأتيها من عند أبن عمها بالأخبار فلما حضرت عندها أمرتها أن تذهب إليه وتخبره بالخبر
    فلما وصلت إليه العجوز سلمت عليه ففرح بها وأخبرته بالخبر فلما سمع ذلك قال بلغي بنت عمي سلامي
    وقولي لها أن الأرض لله عز وجل يورثها من يشاء من عباده وما أحسن قول القائل:


      الوقت/التاريخ الآن هو الثلاثاء 21 مايو 2024 - 2:17